كانت الولايات المتحدة الأمريكية الأربعاء موضع اتهام بأنها الدولة الأولى في العالم التي تمارس عمليات "القتل المستهدف"، وذلك لاستخدامها طائرات الاستطلاع من دون طيار في هجمات صاروخية في كل من أفغانستان وباكستان.
فقد وصف تقرير دولي الهجمات الصاروخية بواسطة طائرات استطلاع دون طيار بأنها جزء من "ترخيص غير مبرر بالقتل دون مساءلة."
وحذر التقرير من أن هذه الهجمات تساهم بضعف وزوال القوانين الدولية التي تحكم شؤون الحرب.
وحث التقرير الدول على تحديد قواعد القانون الدولي التي يعتقد أنها توفر أسس لأي محاولات قتل مستهدف والأسباب التي تقف وراء القتل بدلاً من القبض على الأشخاص المستهدفين.
وقال أستاذ القانون بجامعة نيويورك، فيليب ألستون، الذي أعد التقرير للأمم المتحدة "إن القواعد التي توضع اليوم ستصبح قوانين تحكم سلوكيات العديد من الدول في المستقبل."
وأضاف أليستون، الذي يعمل كذلك في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: "إن المجتمع الدولي بحاجة إلى أن يكون أكثر إصراراً على المطالبة بالمساءلة."
وأوضح أليستون أن نحو 40 دولة تمتلك تكنولوجيا طائرات الاستطلاع من دون طيار، وأن العديد منها حاولت الحصول على تقنية شن هجمات صاروخية بواسطتها.
وقال: "إنني قلق على وجه الخصوص من كون الولايات المتحدة غير مدركة لهذه الحقيقة بإصرارها على التوسع غير المحدد بمنح نفسها الحق باستهداف أشخاص في مختلف أنحاء العالم"، مشيراً إلى أن هذا الترخيص بالقتل المستهدف لا يخول أي دولة حق إلحاق الضرر بالقوانين التي وضعت لحماية الحق بالحياة.
وخلال 8 سنوات من حكم الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، شنت طائرات الاستطلاع من دون طيار 45 هجوماً صاروخياً، وارتفع هذا الرقم بشكل كبير مع استلام الرئيس الأمريكي الحالي سدة الحكم، حيث وصل الرقم إلى 53 هجوماً العام الماضي و39 هجوماً خلال العام الحالي، في هجمات داخل الأراضي الباكستانية وحدها.
ويميز التقرير الدولي بين هجمات التحالف الدولي، التي تتسمع بالعلنية، وتلك التي تمارسها وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، والتي قال أليستون إن هجماتها مسؤولة عن مقتل المئات من الناس، وتتسم بالسرية.
وقال إن المجتمع الدولي لا يعرف متى وأين تمنح الوكالة الأمريكية CIA رخصة بالقتل، ولا تصنيف الأفراد المستهدفين بالقتل، وكيفية ضمان أن عملية القتل شرعية ومتابعة العملية عندما يكون هناك مدنيون يتعرضون للقتل بصورة غير مشروعة.
وحث أليستون، الذي يؤيد منع السي آي إيه من هذا القتل، كافة الأجهزة الاستخباراتية على وقف أعمال القتل في الدول الأخرى.
يشار إلى أن إسرائيل واحدة من دول قليلة أيضاً في امتلاك مثل هذه التقنية واستخدمتها مراراً في تصفية مسؤولين ونشطاء في حركة حماس في السنوات الماضية.