احتدمت المواجهة بين قوات الاحتلال والمتضامنين على متن أسطول الحرية في ساعة مبكرة من فجر اليوم الاثنين.وبدأ الاحتكاك عندما شوشت البحرية الإسرائيلية بث اتصالات الأسطول، وباشرت بعملية إنزال جوية من قبل قوات الكوماندوز.
وأظهرت بعض الصور التي التقطتها عدسة الصحفيين المشاركين في الأسطول، اعتداء الاحتلال على المتضامنين، باستخدام الغاز والرصاص الحي، مما أسفر عن استشهاد(20) متضامنا على الاقل وجرح (50)اخرون حسب مصادر عبرية.
فيما نقل التلفزيون الإسرائيلي أن أكثر من عشرة أشخاص قتلوا على الأقل أثناء الهجوم الإسرائيلي على السفن.
وأكدت إذاعة الاحتلال إصابة الشيخ رائد صلاح وهو على متن الأسطول بجروح خطيرة دون توضيح المزيد من التفاصيل .
وقالت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة أنها أجرت اتصالات عاجلة مع الخارجية اليونانية من اجل التحرك لحماية السفن.
وأظهرت الصور المباشرة التي بثتها وسائل الإعلام بأن قوات الاحتلال اقتحمت السفن وعلى نحو مفاجئ في عملية إنزال جوي بعد ساعات من مرافقتها بحرياً وجوياً ومحاصرتها.
ومع دخول الفجر هاجم جنود الاحتلال السفن بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز، حسبما ذكر التلفزيون التركي، ما أدى إلى سقوط شهيدين من المتضامنين وما لا يقل عن خمسين جريحاً، وصفت إصابات عدد كبير منهم بالبالغة.
وحاول المتضامنون توجيه نداءات استغاثة لإنقاذ الجرحى الذين أصيبوا في الاعتداء الإسرائيلي، والتأكيد على أنهم مدنيون عزل جاءوا في مهمة إنسانية إلا أن هذا لم يشفع لهم أمام تصميم الاحتلال على تنفيذ الهجوم الذي كشفت الصور المباشرة عنه، وفق
وكانت السفن تعرضت لتشويش من قبل بحرية الاحتلال، وبدأ انقطاع الاتصالات يصيب السفن بفعل التدخل الإسرائيلي شيئاً فشيئاً حتى انقطع الاتصال نهائياً قبل نحو ساعتين من الاقتحام.
وبقي البث المباشر وسيلة المتضامنين ومن على ظهر السفينة للاتصال بالعالم الخارجي، حيث صورت اقتحام الجنود وإطلاقهم الرصاص الحي بشكل عشوائي عليهم ما أدى إلى هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، إلا أن البث انقطع في وقت لاحق.
من جهته، ندد رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية بالهجوم الإسرائيلي على الأسطول وطالب بتأمين سلامة المتضامنين.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الاعتداء على أسطول الحرية جريمة كبيرة تعكس طبيعة الاحتلال.
وقال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري في بيان صحفي:" العدوان على أسطول الحرية هو جريمة كبيرة تعكس طبيعة الاحتلال الإسرائيلي المجرم".
ودعا الشعوب العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم إلى الانتفاض في كل بقاع الأرض أمام السفارات الإسرائيلية والجهات ذات الصلة للضغط من أجل حماية المتضامنين المسالمين من القتل وتمكينهم من تحقيق هدفهم للوصول إلى غزة.
فيما استنكر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي سفن أسطول الحرية، داعياً إلى تحرك رسمي مسئول على مستوى المجتمع الدولي والدول التي يتبع لها المشاركين في الأسطول لوقف المجزرة الإسرائيلية بحق المتضامين وهم مدنين وخرجوا من بلادهم بشكل قانوني.
كما دعا إلى تحرك شعبي وجماهيري في الأراضي الفلسطينية مناصرة وتأييداً للمتضامنين الذين تحدوا الاحتلال وأصروا الوصول لغزة وتعرضوا لهذا الخطر من قبل "إسرائيل" التي لا ترضخ للقوانين والأعراف الدولية.