أظهرت نتائج تشريح أجرته السلطات الطبية الرسمية في تركيا لجثث 9 قتلى أتراك سقطوا في غارة إسرائيلية فجر الاثنين الماضي على سفينة المساعدات "مافي مرمرة" (مرمرة الزرقاء) التي كانت متجهة الى غزة، أن الجنود الاسرائيليين أطلقوا 30 رصاصة من بنادق حربية ومسدسات، عيارها 9 ملم باستثناء واحدة من عيار مختلف لم يتم ذكره بعد، وأدت جميعها الى قتل الناشطين التسعة، ممن قضى 5 منهم متأثرين بجراح في رؤوسهم، وفق ما نقلته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم 5-6-2010 عمن أجرى عملية التشريح، وهو نائب رئيس المجلس التركي للطب الشرعي، يالجين بويوك.
رئيس مجلس الطب الشرعي في اسطنبول هالوك إينس
وأوضح التشريح أن معظم الضحايا قتلوا من مسافة قريبة، وأن رجلاً عمره 60 سنة، اسمه ابراهيم بيلجين، أصيب بأربع رصاصات في صدغه وصدره ووركه وظهره، فيما أصيب شاب عمره 19 سنة، اسمه فرقان دوغان، الحامل أيضاً الجنسية الأمريكية، بخمس رصاصات أطلقها عليه جندي من مسدس قريب 45 سنتيمتراً من وجهه، فاستقرت أولى الرصاصات في الوجه وخلف الرأس، ثم عاجله برصاصتين في ساقه وتلاها بالأخيرة في ظهره وهو يراه يترنح جثة هامدة على أرض السفينة.
قال بويوك أيضاً إن الجنود الاسرائيليين أطلقوا النار 4 مرات على ناشطين آخرين، وإن 5 قتلى أصيبوا برصاص استقر إما خلف رؤوسهم أو في ظهورهم. وذكر أن 48 آخرين أصيبوا بجروح ورضوض عنيفة نتيجة إطلاق النار عليهم، فيما لايزال 6 نشطاء مفقودين.
أما رئيس مجلس الطب الشرعي في اسطنبول، الكتور هالوك إينس، فذكر أنه في حالة واحدة فقط كان هناك شخص أصيب بطلق ناري في جبهته من مسافة قريبة (يقصد الشاب الحاصل على الجنسية الأمريكية) في حين كانت بقية الجثث مصابة بأكثر من طلقة، وأن الرصاصات كانت من نوع لم يتعرف اليه قبل الآن، ثم شرح وقال: "كانت تلك أول مرة أرى فيها مادة من هذا النوع تستخدم في أسلحة نارية، كانت الرصاصة محتوية على أنواع كثيرة من الكريات المستخدمة عادة في بنادق الصيد (الخردق كما يسميه الأتراك)، وقد اخترقت هذه الكريات منطقة الرأس في الصدغ ووجدناها سليمة في المخ"، على حد تعبيره.
واتصلت "ذي غاريان" بالمتحدث باسم السفارة الاسرائيلية في لندن، فذكر أن "الموقف الوحيد الذي يطلق فيه جندي النار هو عندما يكون في وضع تكون حياته فيه مهددة بالخطر بشكل واضح، وأن الاصابة بأكثر من رصاصة لا تعني أن الرصاص أطلق لسبب اخر سوى الدفاع عن النفس"، مضيفاً أن الضغط على الزناد بسرعة يمكن ان يسفر عن وجود بضع رصاصات في نفس الجسم ولكن لا يغير من حقيقة أنهم كانوا في موقف كانت حياتهم فيه معرضة للخطر"، كما قال.
وكانت جثث القتلى وصلت الى مطار أتاتورك بإسطنبول ونقلت منه مباشرة إلى هيئة الطب العدلي، حيث تم التشريح لمعرفة أسباب الوفاة، ومن بعدها أقيمت صلاة الميت في جامع الفاتح بإسطنبول على أرواح ثمانية ممن قتلوا خلال الاعتداء على سفن المساعدة، وبعد ذلك أرسلت جثامين سبعة منهم إلى مساقط رؤوسهم حيث ووروا الثرى في مدنهم وبلداتهم. أما الثامن فووري الثرى في اسطنبول نفسها.
وشارك في صلاة الجنازة وزير الطاقة والثروات الطبيعية، تانر يلدز، ومحافظ إسطنبول حسين عوني موطلو، ومعهما مدير أمن إسطنبول حسين جابكن، اضافة الى ذوي وأقرباء الضحايا وجمع غفير من مواطنين خرج معظمهم فيما بعد الى الشوارع المجاورة في مسيرة تنديد بإسرائيل.