أكد د. إبراهيم الحمامي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أن ما قام به الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس من إصدار مرسوم بموعد الانتخابات يوم 24 من يناير القادم محاولة لإخراج فصائل المقاومة من الباب التي دخلت منه أي عبر الاقتراع في انتخابات يستطيع اللعب وتزييفها كما يشاء.
وأوضح الحمامي في تصريح خاص بشبكة فلسطين الآن أن المصالحة التي ترعاها مصر فاشلة منذ انطلاقها، وقال: "المصالحة فاشلة لسبب بسيط أن الطرف الذي كان يدعي أنه حريص على الحوار هذه الأيام وعلى المصالحة وهو فريق رام الله لم يكن في يوم من الأيام يسعى لهذه المصالحة أو لهذا الحوار" .
وأضاف: "بل كان يتخذ فريق رام الله هذه العملية للتسويف والمماطلة للوصول إلى أهداف محددة منها استمرار عملية الإقصاء في الضفة المحتلة لكل قوى المقاومة وزيادة الحصار المفروض على قطاع غزة لتأنيبه ضد الحكومة الشرعية في قطاع غزة، ثم وصولاً إلى هذه التواريخ المحددة التي سبق أن حددت قبل العديد من المحطات 25-10 تحديداً وصولاً إلى انتخابات.. يريد عباس منها إخراج قوى المقاومة على رأسها حركة حماس من ذات الباب الذي دخلت منه أي عبر صناديق الاقتراع.. لانتخابات يتم إعدادها وإعداد نتائجها سلفاً، وبالتالي هذا الحوار وهذه المصالحة لم تكن في يوم من الأيام جاهزة ولن تكون حتى وإن تم التوقيع والتوقيع لا يعني المصالحة أبداً لأنه هؤلاء تنصلوا من كل الاتفاقيات السابقة إما من وثيقة القاهرة 2005 أو وثيقة الوفاق 2006 أو وثيقة مكة 2007 وما تلاها من لقاءات واجتماعات" .
وعن اعتبار حماس أن ما جرى من قرار عباس حول الانتخابات تخبط في القرار السياسي مثل اتخاذ القرار في قضية جولدستون، قال الحمامي: "القول أن ما جرى نسف للحوار والمصالحة لا يكفي، يجب أن تكون هناك خطوات عملية وواضحة جداً وقوية وتؤثر بشكل مباشر على محمود عباس ومن يقف وراءه ويشجعه ويحرضه" .
وتابع: "هناك عملية تحريض واضحة من عديد من الذين هم حول محمود عباس، فريق السوء هذا الذي يقف وراءه والذي يحرضه وطبعاً هي ليست تخبط فقط بل أنا أعتبرها إطلاق رصاصة الرحمة على كل ما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، هذه الخطوة تكرس عملياً إلى إنقسام بالكامل.. تقسم المجتمع الفلسطيني إلى معسكرين واضحي الاتجاه طرف مرتهن بالكامل في أحضان الاحتلال يعتبر أن الحياة مفاوضات وأن المفاوضات هي الوسيلة الوحيدة حتى وإن لم نحصل على شيء والطرف الآخر يصر على الحقوق والثوابت ويصر على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال" .
وأكد المحلل السياسي أن البرنامج السياسي لكلا الطرفين لا يمكن الالتقاء فيه إطلاقاً ليس بخطين متوازيين ولكن خطين متنافرين بالكامل ولا يمكن اللقاء بينهما، ملفتا أن الحديث عن الحوار والمصالحة كان يهدف إلى وقف هذه الممارسات اليومية من اعتقال وخطف وغيرها، والتوقف عن الحد الأدنى الذي يسمح لاستمرار الحياة في المناطق المحتلة عام 67 ولكن ما حدث في إطار هذا المرسوم غير الشرعي من الرئيس منتهي الولاية من سلطة تخضع بالكامل للاحتلال هو حقيقة تخبط وإطلاق النار على الذات وانهاء لكل شرعية سبقة أن ادعوها..
وفي سؤالنا له عن اعتبار البعض خطوة عباس ضغط على حماس بالاتفاق مع مصر، قال الحمامي: "النظام المصري متواطئ بالكامل لأنه هو الذي يخطط وهو الذي يدعم وهو الذي يعطي الضوء الأخضر لمحمود عباس" .
وأضاف: "مصر متواطئة بالكامل مع محمود عباس لنتذكر أن مصر لم تتخذ أي موقف لا أيام الهدنة في العام الماضي التي خرقتها إسرائيل عدة مرات ولم تحرك مصر ساكناً رغم أنها كانت راعية لهذه الهدنة ولم تحرك مصر الرسمية أي ساكن إطلاقاً عندما لم ينفذ محمود عباس الاتفاق الذي تم في شهر فبراير من هذا العام في جولة الحوار السابقة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ورفضه وجود أي معتقل سياسي ومختطف في الضفة المحتلة، لم تحرك مصر ساكناً عندما تم قتل وملاحقة المقاومين في قلقيليا وطولكرم وغيرها ولم تتخذ أي إجراء، ولكنها اليوم تحشد كل جيوشها وأبواقها الإعلامية في وجه حركة حماس وقوى المقاومة" .
وشدد الحمامي أن على حركة حماس أن تنهي المصالحة في المرحلة المقبلة وأن تنفذ خياراتها التي تحدث عن وجودها د. موسى أبو مرزوق، وأن تكون تلك الخيارات على مستوى الحدث إما بسحب ملف المصالحة بالكامل من يد مصر مثل ما تم في عملية شاليط وتدخل الوسيط الألماني وتم فعل شيء عملي بدل المماطلة المصرية أو بحل السلطة بالكامل.