حذر قيادي رفيع في حركة «فتح» من إقحام قضية المعتقلين في مساعي المصالحة التي تبذلها مصر، مشككاً في نيات حركة «حماس» ومدى صدقها في التوجه فعلاً نحو إنهاء الانقسام وإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني، ومتهماً إياها باستخدام قضية المعتقلين من أجل إعاقة التوصل إلى اتفاق مصالحة.
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن القيادي الفتحاوي قوله «لو كانت حماس تريد فعلا تبييض سجون السلطة بأكملها لقبلت عرض الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بالسماح لأعضاء فتح في مؤتمرهم السادس بالخروج للمشاركة في المؤتمر في مقابل الإفراج عن 600 معتقل للحركة في سجون السلطة»، لافتاً إلى أن «أبو مازن» كان لديه الاستعداد للإفراج عن جميع المعتقلين وتبييض سجون السلطة في حال سمحت «حماس» لكوادر «فتح» بالخروج من غزة للمشاركة في مؤتمرهم السادس.
وتساءل باستنكار: «ألم تكن مثل هذه الخطوة لو جرت (في إشارة لإطلاق المعتقلين) لتخلق مناخاً إيجابياً وتلطف الأجواء وتمهد لوفاق حقيقي؟»، متهماً «حماس» بأنها لا تسعى إلى مصالحة حقيقية، وقال: «لم نوفر أي طرف دولي، لقد تدخل كل من مصر وسورية وتركيا وروسيا، وتقدم كل منهم بعروضه إلى حماس، لكنها أضاعت هذه الفرصة التاريخية هباء، ولم تتعاط إيجاباً مع هذه العروض، وتمسكت بموقفها الرافض جميع المبادرات الدولية». وتساءل: «والآن ما هو المقابل إلذي يمكن أن تقدمه حماس كي يفرج الأخ أبو مازن عن المعتقلين؟».
ودعا القيادي في «فتح» حركة «حماس» إلى ضرورة تقديم تنازلات وإبداء مرونة حقيقية إذا كانت تريد حقاً أن تحقق مصالحة ووفاق، وقال: «نحن في فتح وافقنا على الورقة المصرية، ووافقنا على إرجاء الانتخابات لمدة ستة اشهر، وأبدينا مرونة كافية بالنسبة الى قانون الانتخابات، وقبلنا بالعرض المصري وهو 75 نسبي و25 دوائر على رغم رغبتنا في أن تجرى الانتخابات وفق نظام النسبي الكامل، لكننا نسمع من حماس من يدعو إلى إرجاء الانتخابات لمدة عام كامل، وهناك من يلوح بأن المجلس التشريعي في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات عطل الانتخابات لمدة عشرة أعوام وظل التشريعي يعمل ولم يفقد صلاحياته». وأعرب القيادي عن أمله في أن تتجاوب «حماس» مع الورقة المصرية والا تبحث عن عثرات، داعياً إياها إلى تشجيع الخط «الفتحاوي» الذي يؤيد المصالحة، واصفاً زيارة قيادات «حماس» لمصر بالحاسمة، وقال: «ستترتب على هذه الزيارة أمور كثيرة»، مضيفاً: « نرجو أن تكون مشجعة وليست محبطة»، لافتاً إلى أن «فتح» ستتحرك عقب هذا اللقاء، لكن وفقاً لما ستسفر عنه من نتيجة إيجابية كانت أو سلبية.