وجه المنتخب المكسيكي ضربة قاسية لآمال نظيره الفرنسي ببلوغ الدور الثاني من مونديال جنوب افريقيا 2010 بعدما تغلب عليه 2-صفر الخميس 17-06-2010 على ملعب "بيتر موكابا ستاديوم" في بولوكواني وذلك في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاولى.
ولم يعد مصير فرنسا، وصيفة النسخة الماضية وبطلة 1998، في يدها لان تعادل المكسيك والاوروغواي في الجولة الاخيرة سيطيح بها خارج النهائيات وحتى ان فازت على جنوب افريقيا المضيفة.
وكانت الاوروغواي حققت امس فوزا كبيرا على جنوب افريقيا المضيفة (3-صفر) فرفعت رصيدها الى اربع نقاط بعد ان تعادلت مع فرنسا (صفر-صفر) في الجولة الاولى، وهو نفس عدد نقاط المكسيك التي اصبحت ثانية بفارق الاهداف بعد ان تعادلت مع المضيفة (1-1) في مباراتها الاولى.
واصبحت المكسيك في وضع جيد لحسم تأهلها الى الدور الثاني للمرة الخامسة على التوالي، فيما تبدو فرنسا في طريقها لتكرار سيناريو كأس اوروبا 2008 عندما ودعت الدور الاول ونهائيات مونديال 2002 عندما منيت بالمصير ذاته ايضا.
وواصلت فرنسا عقدتها في دور المجموعات منذ نهائيات 2002 حيث لم تفز سوى مرة واحدة في ثماني مباريات وكانت على توغو في المانيا 2006، وهي تعادلت مع الاوروغواي صفر-صفر في 2002 وضد سويسرا صفر-صفر وكوريا الجنوبية 1-1 في 2006، وخسرت امام السنغال صفر-1 والدنمارك صفر-2 في 2002، قبل ان تتعادل مع الاوروغواي صفر-صفر في الجولة الاولى من النسخة الحالية.
ثم سقطت اليوم للمرة الاولى في تاريخ مواجهاتها مع المكسيك، وهي التقت الاخيرة في ست مناسبات سابقة، بينها ثلاث مرات في كأس العالم واولها عام 1930 عندما افتتح لاعب الاولى لوسيان لوران السجل التهديفي للنهائيات ليقود منتخب بلاده للفوز 4-1، ثم سجل "الديوك" فوزهم الثاني خلال نسخة 1954 (3-2)، فيما انتهت المواجهة الثالثة بالتعادل (1-1) عام 1966 وجميعها في دور المجموعات.
اما اللقاء الاخير في مسابقة رسمية فيعود الى عام 2001 في كأس القارات وفاز الفرنسيون 4-صفر في دور المجموعات، كما فعلوا ايضا في المباراتين الوديتين عامي 1996 (2-صفر) و2006 (1-صفر).
ولم يجر مدرب فرنسا ريمون دومينيك سوى تغيير وحيد على التشكيلة التي واجهت الاوروغواي باشراك جناح تشلسي الانكليزي فلوران مالودا منذ البداية على حساب لاعب بوردو يوهان غوركوف، في حين ان نظيره المكسيكي خافيير اغويري بدأ اللقاء باشراك لاعب الكمار الهولندي هكتور مورينو بدلا من لاعب وسط باتشوكا بول اغويلار الذي لعب منذ البداية امام البلد المضيف.
وتولى مهام الهجوم في "تريكولور" ثنائي الدوري الانكليزي غييرمو فرانكو (وست هام) وكارلوس فيلا الذي تواجه مع زميله في ارسنال وليام غالاس، علما بان مشاركة الاخير مع "الديوك" في مباراة اليوم كان موضع شك بسبب الاصابة.
وابقى دومينيك مهاجم برشلونة الاسباني وافضل هداف في تاريخ "الديوك" تييري هنري (51 هدفا في 122 مباراة) على مقاعد الاحتياط كما فعل في المباراة الاولى، علما بانه اللاعب الوحيد من التشكيلة التي توجت بلقب مونديال 1998 على حساب البرازيل (3-صفر).
وبدأ دومينيك اللقاء باشراك نيكولا انيلكا كرأس حربة وحيد كما جرت العادة ومن خلفه مباشرة فرانك ريبيري، فيما تولى مالودا مهمة شغل الجهة اليسرى وسيدني غوفو الجهة اليمنى والثنائي ابو ديابي وجيريمي تولالان مركزي الوسط الدفاعي.
وبدأت المباراة سريعة وبدا الطرفان عازمين على الوصول الى الشباك باكرا وكانت الفرصة الاولى فرنسية من ركلة حرة نفذها ريبيري من حوالي 35 مترا لكن الحارس اوسكار بيريز تدخل دون عناء (6)، ورد المكسيكيون بفرصة اخطر عندما كسر ثلاثة لاعبين مصيدة التسلل بعد تمريرة من مدافع ايندهوفن الهولندي كارلوس سالسيدو فانفرد فيلا بهوغو لوريس ثم اطلق الكرة "طائرة" صاروخية الا ان محاولته علت العارضة (9).
ثم اتبعها فرانكو بفرصة اخرى عندما سيطر على الكرة عند حدود المنطقة ثم تلاعب بغالاس قبل ان يسددها قوية قريبة من القائم الايسر (12)، ورد الفرنسيون عبر ريبيري بعد ركلة حرة نفذت بحنكة بين مالودا وانيلكا الذي حولها الى نجم بايرن ميونيخ الالماني فسددها الاخير صاروخية من زاوية ضيقة لكن الكرة من امام باب المرمى دون ان تجد من يحولها داخل الشباك (14).
وواصل الطرفان تبادل الهجمات والفرص وكانت المكسيك قريبة مجددا من افتتاح التسجيل من تسديدة بعيدة لسالسيدو الا ان الكرة مرت قريبة من القائم الايمن (18)، ثم حصل اللاعب ذاته على فرصة ثمينة اخرى عندما توغل في الجهة اليسرى وتلاعب ببكاري سانيا ثم شق طريقه الى المنطقة قبل ان يطلق كرة صاروخية صدها لوريس ببراعة (27).
وتعرض بعدها المنتخب المكسيكي لضربة قاسية لاصابة فيلا في فخذه الايمن ما اضطر اغويري الى استبداله بالشاب الاخر بابلو باريرا (31) الذي كاد ان يهز الشباك الفرنسية بعد ثوان معدودة على دخوله عندما ارتقى لكرة عرضية من المتألق سالسيدو وحاول ان يحولها برأسه نحو المرمى لكن لوريس تدخل واجبره على وضع الكرة فوق العارضة (32).
ثم غابت الفرص عن المرميين لما تبقى من الشوط الاول الذي شهد في ثوانيه الاخيرة حصول تولالان على انذار من الحكم السعودي خليل الغامدي الذي قاد المباراة، وبالتالي سيغيب لاعب وسط ليون عن الجولة الاخيرة امام جنوب افريقيا لانه حصل على انذار ايضا امام الاوروغواي.
وفي بداية الشوط الثاني، زج دومينيك باندريه بيار جينياك بدلا من انيلكا على امل ان يكون مهاجم تولوز اكثر توفيقا من مهاجم تشلسي الانكليزي، لكن الخطر كان مكسيكيا في الدقائق الاولى حيث حاصر رجال اغويري "الديوك" في منطقتهم، لكن اولى الفرص الخطيرة كانت لابطال 1998 بكرة صاروخية اطلقها مالودا من خارج المنطقة لكن بيريز تعملق وانقذ منتخبه (54).
واجرى بعدها اغويري اول تبديلاته باشراك مهاجم مانشستر يونايتد الانكليزي الجديد خافيير هرنانديز بدلا من لاعب الوسط ايفراين خواريز الذي سيغيب عن مباراة الاوروغواي لحصوله على انذار ثان (55)، وكان اغيري موفقا في خياره لان هرنانديز نجح في هز شباك لوريس بعدما كسر مصيدة التسلل اثر تمريرة بينية متقنة من ماركيز فانفرد بحارس ليون ثم وضع الكرة بعيدا عن متناول الاخير (64).
ووجه ايريك ابيدال الضربة القاضية لمنتخب بلاده عندما ارتكب خطأ على باريرا داخل المنطقة فاحتسب الحكم السعودي خليل الغامدي دون تردد ركلة جزاء للمكسيكيين انبرى لها المخضرم غواتيموك بلانكو (37 عاما) الذي دخل ايضا في الشوط الثاني، ووضعها على يمين لوريس (79).