ترحيب امريكي بالتحقيق الداخلي الاسرائيلي في الهجوم على اسطول الحرية
ترفض إسرائيل تشكيل لجنة دولية للتحقيق.
رحبت واشنطن الاحد بقرار اسرائيل اجراء تحقيق داخلي في الاحداث التي رافقت اقتحام وحدات من القوات الخاصة الاسرائيلية اسطول سفن الحرية الذي متجها من تركيا الى قطاع غزة.
وقال بيان صدر عن الناطق باسم البيت الابيض روبرت جيبس ان مقترح اجراء تحقيق داخلي يعتبر "خطوة مهمة الى الامام".
واضاف ان اسرائيل قادرة على اجراء التحقيق بنفسها للوقوف على ملابسات الهجوم على سفن اسطول الحرية، الذي اسفر عن مقتل تسعة اشخاص واصابة آخرين.
وقال البيان: "نحن لن نستبق الاحكام في عملية التحقيق ونتائجها، وسننتظر حتى الخروج بنتائج التحقيق قبل ان نخرج باستنتاجاتنا".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أمر بتشكيل لجنة خاصة تُناط بها مهمة التحقيق بالهجوم على "أسطول الحرية" في المياه الدولية بالبحر البيض المتوسط عندما كانت قافلة الإغاثة في طريقها إلى غزة أواخر الشهر الماضي.
وقال نتنياهو إن عملية تشكيل اللجنة وتحديد صلاحياتها تمَّت بالتنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية إن "مشروع تشكيل لجنة تحقيق مستقلة" سيعرض على الحكومة الإثنين للمصادقة عليه.
وسيرأس لجنة التحقيق القاضي السابق في المحكمة العليا الإسرائيلية، يعقوب تيركل، أما المراقبان الأجنبيان فهما الحائز على جائزة نوبل للسلام لورد ويليام دافيد تريمبل من إيرلنداوالجنرال كين واتكين قاضي الإدعاء العسكري السابق في الجيش الكندي.
من جهتها، قالت سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، إن "وجود عنصر دولي" في اللجنة سيعزز من مصداقيتها، مشيرة إلى أن حكومة بلادها ناقشت مع الإسرائيليين سُبل تحقيق مثل هذا الأمر.
رفض التدويل
يُشار إلى أن إسرائيل رفضت تشكيل لجنة دولية للتحقيق في بملابسات الهجوم على السفينة التركية "مافي مرمرة" أواخر الشهر الماضي، والتي كانت جزءا من "أسطول الحرية" الذي كان ينقل مساعدات لغزة.
ليس لدينا ما نخفيه، وإذا كانت هذه اللجنة ستضم موفدا أجنبيا، فلا مانع لدينا
وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان
وقال مراسل بي بي سي أحمد البديري إن تحقيقا عسكريا إسرائيليا سيجري أيضا بالظروف والملابسات التي أحاطت بعملية اقتحام السفينة "مافي مرمرة"، إذ أن وسائل الإعلام الإسرائيلية طرحت الكثير من التساؤلات بشأن أداء قائد الجيش، جابي أشكينازي، ونائبه، خلال العملية، إذ لم يكن أيُّ منهما متواجدا في غرفة العمليات خلال الهجوم.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، قد أيَّد مبدأ إجراء تحقيق خاص بالحادث، قائلا: "ليس لدينا ما نخفيه، وإذا كانت هذه اللجنة ستضم موفدا أجنبيا، فلا مانع لدينا."
بدوره قال مايكل أورين، السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، إن بلاده "تتمتع بالقدر الكافي من الديمقراطية لتجري التحقيق بنفسها".
وأضاف قائلا: "نحن نرفض فكرة تشكيل لجنة دولية، ونحن نتداول مع إدارة الرئيس أوباما الطريقة التي سنجري بها تحقيقنا الخاص بالحادث".
قُتل تسعة أتراك وأٌُصيب آخرون خلال الهجوم الإسرائيلي.
ويعتبر المسؤولون الإسرائيليون أنه بوسع بلادهم أن تثبت للمجتمع الدولي أن وحداتها الخاصة التي شنَّت الهجوم كانت تواجه "مجموعة من الناشطين المصممين على المواجهة".
وكان نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، قد قال إن بلاده على علم بخطط إسرائيل لتشكيل اللجنة التي تأمل واشنطن بأن تقوم "بإجراء تحقيق بالقضية ذي مصداقية، وحيادي وشفَّاف".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد اقترح إجراء تحقيق دولي بالحادث بقيادة رئيس الوزراء النيوزيلندي السابق جيفري بلامر.
أمَّا تركيا، فقد أعلنت على لسان وزير خارجيتها، أحمد داود أوغلو، أن لا تطبيع للعلاقات مع إسرائيل في حال إصرارها رفض تشكيل لجنة دولية للتحقيق بالحادث الذي قُتل فيها تسعة أتراك، وأُصيب آخرون بجروح.
وقال أوغلو إن أنقرة ستصر على تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق بالهجوم على "مافي مرمرة"، معتبرا أن "رفض إسرائيل إجراء تحقيق دولي يكشف عن أنها تريد التغطية على حقيقة ما جرى خلال الهجوم."