تعرض المنتخب الجزائري، الممثل العربي الوحيد في مونديال جنوب إفريقيا، لخسارة غير متوقعة أمام نظيره السلوفيني بهدف وحيد الأحد 13-06-2010 ضمن منافسات المجموعة الثالثة في نهائيات كأس العالم.
ودخل الخضر المباراة بتشكيلة مكونة من فوزي الشاوشي في حراسة المرمى، وعنتر يحيى، مجيد بوقرة، رفيق حليش، نذير بلحاج في خط الدفاع، وحسان يبدة، مهدي لحسن، كريم زياني، فؤاد قادير في خط الوسط، وكريم مطمور، رفيق جبور في خط الهجوم.
وبدأت المباراة بصورة هجومية من الفريقين، وفي الدقيقة الثانية تحصل لاعبو المنتخب الجزائري على خطأ على حدود منطقة جزاء سلوفينيا بعد إعاقة كريم مطمور، سددها نذير بلحاج قوية في المرمى ولكن الحارس السلوفيني تصدى لها وحولها إلى ركنية.
واستمر اللعب هادئاً بين الفريقين في الربع ساعة الأولى دون هجمات خطيرة تذكر على الفريقين. وبدا الفريقان حذرين من التقدم هجومياً.
وفي الدقيقة الـ19 انطلق كريم زياني بالكرة من الجهة اليسرى، ثم لعبها عرضية جميلة لم يستفد منها مهاجمي المنتخب الجزائري.
وتحصل المنتخب السلوفيني على ضربة حرة في الجهة اليمنى، ولكن الشاوشي تصدى لها وأخرجها خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 21، وبعدها بدقيقتين تحصل السلوفينيين على ضرة أخرى من الجهة اليسرى، ولكن الشاوشي أيضاً تدخل وأبعدها خارج منطقة الخطر.
ثم استمرت المحاولات بين الفريقين دون أي خطورة تذكر على مرمى أي من الحارسين حتى تحصل الخضر على ضربة حرة في الجهة اليسرى لمنتصف ملعب المنتخب السلوفيني في الدقيقة الـ34، لعبها زياني بصورة جميلة في منطقة جزاء سلوفينيا، ولكن لم يستفد منها لاعبو الخضر، ليحولها الحارس السلوفيني لضربة ركنية.
ومن ضربة ركنية ثانية جاءت أخطر لقطات الشوط الأول في الدقيقة الـ36 بعد ضربة رأسية من رفيق حليش ذهبت على مسافة قريبة من القائم الأيسر للمنتخب السلوفيني.
وفي الدقيقة الـ40، قام نذير بلحاج بقطع هجمة سلوفينية لينطلق من الجهة اليسرى ويلعبها عرضية لكريم مطمور الذي استقبلها وسددها قوية فوق الخشبات الثلاث للحارس السلوفيني.
وأنقذ الشاوشي الجزائر من هدف محقق في الدقيقة الـ43 بعد تصديه لتسديدة سلوفينية قوية أبعدها لضربة ركنية لم يستفد منها السلوفينيين، لينتهي الشوط الأول بعد ذلك بتعادل الفريقين دون أهداف.
وبدأ الجزائرين الشوط الثاني مستحوذين على الكرة، وكادوا أن يتقدموا بالهدف الأول في الدقيقة الـ50 بعد كرة عرضية جميلة لرفيق جبور الذي لم يتعامل معها بالشكل المطلوب لتذهب لخارج الملعب، وبعدها بدقيقة يسدد كريم زياني كرة قوية تعتلي مرمى المنتخب السلوفيني.
وتحصل الجزائريون على ضربة حرة في منتصف الملعب في الدقيقة الـ54 لعبها بلحاج بشكل رائع ولكن لم يستغلها مهاجمو الخضر بالشكل المطلوب، ثم تسديدة جزائرية ضعيفة تعامل معها الحارس السلوفيني بسهولة.
ثم قام سعدان بتغيير أول لتنشيط خط الهجوم الجزائري بدخول عبد القادر غزال بديلاً لرفيق جبور في الدقيقة الـ58، ليتحصل بعد أول لمسة له على كارت أصفر بعد شده لمقيص لاعب المنتخب السلوفيني.
وبدأ المنتخب السلوفيني بالسيطرة على مجريات اللقاء، وعاود الشاوشي تألقه بعد تصديه لتسديدة سلوفينية خطيرة جاءت على إثر خطأ من لاعبي الخضر في الدقيقة الـ59.
وذهبت تسديدة سلوفينية قوية فوق مرمى المنتخب الجزائري في الدقيقة الـ63، وبعدها بدقيقة جاءت هجمة خطيرة للمنتخب السلوفيني لم يستمثرها اللاعبون السلوفينيون جيداً ليتدخل لاعبو الخضر ويخرجوها بعيداً.
وفي الدقيقة الـ70 عاود الجزائريون هجماتهم عبر غزال الذي تصدى برأسه لعرضية جميلة من الجهة اليسرى عبر زياني، ولكنه مرت فوق المرمى السلوفيني، ثم رأسية أخرى من غزال تذهب فوق المرمى السلوفيني.
ثم تعرض الخضر لضربة قاصمة بعد تعرض المهاجم غزال للطرد بعد محاولته اللحاق بالكرة بيده ليشهر له الحكم البطاقة الصفراء الثانية ثم الحمراء في الدقيقة الـ73، لتظهر الحسرة على ملامح سعدان بعد طرد مهاجمه الذي دخل وأنعش خط هجوم المنتخب الجزائري.
ولاحت فرصة للخضر في الدقيقة الـ77 بعدما قطع كريم زياني كرة من آخر مدافع سلوفيني ولكنها طالت ليصل إليها الحارس السلوفيني أولاً.
وفي الدقيقة الـ78، تقدم المنتخب السلوفيني بهدف بعد تسديدة سهلة من قائد سلوفينيا كورين لم يتعامل معها الشاوشي بطريقة صحيحة لتعلن الهدف الأول في المباراة.
وقام سعدان بتغيير ثانٍ بدخول رفيق صايفي بديلاً لكريم مطمور في الدقيقة الـ80.
وفي الدقيقة الـ82، أجرى سعدان آخر تغييراته بدخول قديورة بديلاً لقادير، وبعد هذا التغيير حاول الجزائريون الاستحواذ على الكرة وتعديل النتيجة ولكن تأثير الطرد والنقص بدا واضحاً، حيث سيطر لاعبو المنتخب السلوفيني على الكرة وتناقلوها فيما بينهم لتمضية الوقت.
وفي الدقيقة الـ88 كانت هناك تسديدة ضعيفة لحسان يبدة ذهبت إلى خارج أرض الملعب دون خطورة تذكر.
واحتسب الحكم 4 دقائق وقتاً بدل ضائع للشوط الثاني، حصل فيها الجزائريون على كرة خطرة داخل منطقة الجزاء السلوفينية بعد دربكة أمام المرمى، لكن بوقرة يطيح بالكرة بعيداً عن المرمى.
ومرت الدقائق الأربع المحتسبة وقتاً بدل ضائع ليصفر حكم المباراة معلناً خسارة ممثل العرب في أولى مبارياته المونديالية أمام سلوفينيا.
أكد مدرب منتخب الجزائر رابح سعدان بأنه سيجدد الثقة بالحارس فوزي الشاوشي في المباراة المقبلة ضد إنكلترا الجمعة المقبل على الرغم من الخطأ الفادح الذي إرتكبه في مواجهة سلوفينيا اليوم الأحد وأدى إلى خسارة فريقه بهدف نظيف.
وقال سعدان لدى سؤاله عما اذا كان سيشرك الشاوشي أساسياً في مواجهة انكلترا فقال "الشاوشي هو أفضل حارس لدينا، وليس وارداً على الاطلاق أن أستبعده عن التشكيلة الاساسية إلا بطلب منه، سأجدد الثقة به، لإنني إذا لم أفعل ذلك، فانني سأوجه له ضربة ثانية واجعل معنوياته في الحضيض، المدربون يدركون تماماً أن هذه أمور تحصل ويعرفون كيفية التعامل معها بروية".
ودافع سعدان ايضاً عن المهاجم عبد القادر غزال الذي تلقى بطاقتين صفراوين وطرد في الدقيقة 73 بعد 15 دقيقة من نزوله أرضية الملعب مكان رفيق جبور: "لن نلقي اللوم على غزال، لقد دخل المباراة في أحسن الظروف وقدم آداءً جيداً، لكن نقص الخبرة ساهم بشكل كبير في إرتكابه الخطأ الفادح فتلقى بطاقة حمراء".
وأوضح سعدان "كنا الأفضل طيلة المباراة وكان بإمكاننا الفوز لكننا لم ننجح في ترجمة الفرص التي سنحت أمامنا إلى اهداف"، مشيراً إلى أن المباراة "حُسمت في جزئيات صغيرة، وللأسف كانت لصالح سلوفينيا".
وتابع "قلت قبل المونديال بأن مهمتنا ستكون صعبة، وبعد مباراة اليوم أصبحت أكثر صعوبة لإننا مطالبين بالفوز على إنكلترا والولايات المتحدة. سنعود إلى التدريبات ونستعد لهاتين المواجهتين على أمل تقديم الأفضل وتحقيق الهدف المنشود"، وختم "أثبتنا اليوم بأننا نملك منتخباً جيداً تنقصه الخبرة فقط، وبعد 4 أعوام سترون منتخباً قوياً".
من جهة أخرى، حمّلت الجماهير الجزائرية فوزي الشاوشي حارس مرمى "الخضر" مسؤولية الخسارة أمام سلوفينيا بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه أثناء تعاملة مع التسديدة الضعيفة التي جاء على إثرها الهدف السلوفيني.
كما حملت الجماهير مسؤولية الهزيمة للمهاجم عبد القادر غزال الذي طُرد بعد دخوله بربع ساعة فقط في أولى مباريات الجزائر المونديالية الأحد 13-06-2010.
وخرجت الجماهير الجزائرية من ملعب المباراة غاضبة وحزينة، خصوصاً وأن المنتخب الجزائري فرط في الفوز على أسهل فرق المجموعة، حيث تنتظره مواجهتين قويتين أمام إنكلترا الجمعة المقبل بمدينة كيب تاون، ثم الولايات المتحدة الأمريكية في بريتوريا يوم 23 يونيو الجاري.
ونال مهاجم "الخضر" غزال النصيب الأكبر من غضب الجزائريين بعد خروجه بالبطاقة الحمراء تتيجة لمسه للكرة بيده، بعد أن استلم البطاقة الصفراء منذ دخوله الملعب إثر خطأ تسبب به بعد أول لمسة للكرة.
وكانت "العربية.نت" قد حضرت المباراة في واحدة من النوادي الشبابية بوسط العاصمة، وظهر جلياً على الجمهور الحاضر امتعاضهم الشديد من دخول غزال بديلاً لرفيق جبور، وتعالت صيحات الجمهور منادية بإدخال بودبوز قائلين "يا سعدان أين بودبوز؟".
وخلال المباراة ظهرت قوة الدفاع الجزائري مقارنة بحالة العقم التي لازمت الهجوم، وكان الحارس فوزي شاوشي رائعاً في كل أطوار المباراة، لكنه فعلها للأسف في الدقائق الأخيرة، و"أهدى" الفوز لسلوفينيا عندما تساهل في لمس الكرة الدائرية.
وكان النجم الفرنسي (الجزائري الأصل) زين الدين زيدان قد ظهر في ملعب المباراة بعد حضوره لمساندة المنتخب الجزائري أمام سلوفينيا، وبدت الحسرة واضحة عليه بعد تلقي الخضر الهدف الأول والذي أدى لخسارتهم المباراة.