شوارع الجزائر خالية ونصائح لذوي القلوب "الرهيفة" بالنوم وقت المباراة

قلبت مشاركة "الخضر" في مونديال جنوب إفريقيا حياة الجزائريين رأسا على عقب، ولم يسلم من هذا الأمر لا الكبير ولا الصغير، حتى رعاة الغنم في أعالي الجبال تأثروا بموجة تتبع أخبار محاربي الصحراء.



وإلى جانب انتعاش تجارة بيع الأقمصة الرياضية وأغاني النصر منذ أشهر خصوصا في فترة المواجهات الشهيرة مع المنتخب المصري بالقاهرة وأم درمان بالسودان، فقد انتعشت تجارة بيع أجهزة الهوائيات الأرضية هذه الأيام.
وأكثر من ذلك، نشرت بعض الصحف اليوم الأحد نداءات للأطباء لمرضى الضغط الدموي والسكري بتفادي مشاهدة مباريات الخضر، ونصحت بالمقابل هؤلاء المرضى بالنوم وقت المباراة تجنبا لأي طارئ.

وبدت شوارع العاصمة الجزائرية صباح هذا الأحد شبه خالية من حركة المرور بسبب برمجة مباراة محاربي الصحراء أمام منتخب سلوفينيا منتصف نهار اليوم. ومنحت بعض الإدارات عطلة خاصة لعمالها كما هو الشأن لعمال شركة سوناكوم لصناعة السيارات الكهربائية، وشركة نجمة للهاتف النقال.
وشهدت أكشاك بيع الجرائد إقبالا كبيرا للمواطنين لمطالعة أخبار الفريق الجزائري، فيما ارتفع في اليومين الماضيين حجم الإقبال على الهوائيات الأرضية لمتابعة مبارايات الخضر على القناة الأرضية، في ظل المشاكل التقنية التي تواجه بث المباريات على قنوات الجزيرة الرياضية.
وأجبر توقيت مباريات المونديال وخصوصا مباريات الخضر، العديد من الجزائريين على تغيير عاداتهم اليومية تماشيا معها، كما هو حال راعي غنم بولاية قالمة بشرق البلاد ويدعى ابراهيم بلحراث. وحسب تقرير بثته الإذاعة الجزائرية، فقد غيّر السيد ابراهيم البالغ من العمر 84 سنة، مواعيد الرعي حتى يتسنى له مشاهدة مباريات الخضر.
وتحولت المقاهي في العاصمة إلى نواد رياضية بامتياز، لما توفره من فرصة مشاهدة المباراة على القنوات المشفرة فضلا عن الجو الاحتفالي الذي يغيب نوعا ما في البيوت.




أما صحف الجزائر فقد تفاعلت مع الحدث بطريقتها، حيث أرسلت أغلب الصحف صحفيين ومصورين لها إلى جنوب إفريقيا لتغطية المونديال ومتابعة أخبار الخضر عن قرب.
أما في قاعات التحرير المركزية بالعاصمة، فقد تزحزحت أخبار السياسة مانحة المجال لأخبار الرياضة، وأفردت كل الصحف اليومية، الكبيرة منها والصغيرة صفحات الحدث لمتابعة أخبار الخضر في المونديال.

وأطلقت صحيفة "الخبر" على سبيل المثال يومية رياضية بالمناسبة، فيما استغل بعض الصحفيين النشطين في مجال الصحافة الإلكترونية الفرصة لإطلاق مواقع إلكترونية قصد متابعة أخبار الخضر لحظة بلحظة، كما هو الشأن للصحفي نسيم لكحل الذي أطلق موقع "زاد دي زاد دوت كوم" الإخباري.

وقال لكحل لـ"العربية نت" بهذا الخصوص "إنها فكرة قديمة ولكننا ارتأينا إطلاق الموقع مع بداية المونديال ومع عودة الجزائر إلى الساحة الكروية العالمية، حتى تكون الفائدة أعم والمشاهدة أكبر خصوصا وأن أغلب الجزائريين مشدودون إلى جنوب إفريقيا".