بيت لحم- معا - شاب طريقة اتخاذ القرار بالهجوم على اسطول الحرية الكثير من الاخفاقات، رغم ان الحديث يدور عن قرار سياسي تنفيذي حيث انفرد وزير الجيش ايهود باراك وحده باتخاذ القرار المذكور ومن ثم نقله لرئيس الوزراء نتنياهو الذي صادق عليه في وقت متأخر وفقا لصحيفة معاريف الناطقة بالعبرية .
واضافت الصحيفة انه لم يسبق اتخاذ القرار اية مشاورات سواء في اطار المجلس السياسي – الامني المصغر او السباعيه الوزارية وان بعض الوزراء الذين طالبوا بضرورة اجراء نقاش ومناقشة الخيارات الاخرى تلقوا ردا حاسما مفاده " الامر حسم بين باراك ونتنياهو ولا داعي لاي نقاش".
جميع وزراء السباعية الوزراية علموا بخطة الهجوم بعد فوات الاوان وبعضهم يجزم بعدم شرعية الطريقة التي اتبعها باراك في اتخاذ القرار وهناك من عرف بنبأ الهجوم فقط من خلال وسائل الاعلام، واخذوا يشدون شعرهم غيظا حين شاهدوا مستوى الامال والفشل التكتيكي رغم تقديرهم العالي للجنود المشاركين حسب تعبير معاريف التي اوردت النبا اليوم " الاربعاء" .
وقالت الصحيفة في نطاق سردها لتسلسل عملية اتخاذ القرار ان رئيس الوزراء الاسرائيلي غادر البلاد يوم الخميس في طريقه الى اوروبا ومنها الى كندا والولايات المتحدة لكنه اشترك يوم الاربعاء في اجتماع عقدته السباعية الوزارية للبحث في موضوع لم يكشف النقاب عن تفاصيله لكن الاهم ان كلمة واحدة لم تقل خلال الاجتماع حول اسطول سفن الحرية ولم يعرض على وزراء السباعية اي تقييم للوضع ولم تطرح عليهم اية خيارات لمواجهة الاسطول وفور انتهاء الاجتماع الموسع التقى عدد من الوزراء في غرفة جانبية لبحث قضية الاسطول وحدث الامر من خلال دعوة بعض الوزراء الذين شاركوا في اجتماع السباعية السري واثناء مرورهم بممرات البناية للدخول الى احدى الغرف الجانبية دون انذار مسبق وشعر الوزراء المدعون بالصدمة حين علموا ان الامر يتعلق بمواضيع الدعاية والاعلام .
كافة النقاشات التي اجرتها القيادة الاسرائيلية " العليا " كانت في نطاق العموميات والمبادئ الاساسية فقط وتم خلالها اتخاذ قرار بمنع وصول السفن الى غزة حتى لا يتم كسر الاغلاق البحري المفروض على القطاع وبذلك فتح الطريق امام سفن اخرى قد تنطلق من دول معادية وفي احد النقاشات جرى تناول فكرة عدم منح مصر " الشرعيه" لفتح الحدود مع غزة من خلال رؤية اسرائيل تتنازل عن الاغلاق البحري لذلك سيفكر المصريون بالتنازل .
وبات من المعروف حاليا ان القرار النهائي اتخذ في مكتب وزير الجيش ايهود باراك ما اثار غضبا شديدا اتجاه باراك في اوساط الكابنيت والسباعية الوزارية حيث قال وزراء كبار " لا يجوز ترك الامور والقرارات في ايدي باراك فقط خاصة وان رئيس الوزراء موجودا خارج البلاد ولا يمكن السماح لوزارة الجيش باتخاذ قرارات ذات ابعاد استراتيجية ودولية من الدرجة الاولى ويجب منع تكرار هذا الامر حين سنواجه سفنا اخرى ".
وطالب وزراء في الحكومة الاسرائيلية وزير الجيش باستخلاص العبر والاستقالة فورا " لقد حصدنا عداء العالم وذلك بسبب وجود وزير للجيش غير مسؤول ولا يدرك عواقب الامور وقد اسكرته القوة " قال بعض الوزراء .
وقال وزير اسرائيلي اخر "يطلبون منا الصمت وعدم الحديث لوسائل الاعلام ولا يعطوننا الفرصة للتعبير عن انتقاداتنا من خلال الطرق ان حكومة في دولة ديموقراطية لا تدار بهذه الطريقة ".