مفكرة الإسلام: أفادت تقارير صحافية بريطانية بأن آلاف الشابات البريطانيات اللاتي يعشن في المملكة المتحدة قررن اعتناق الدين الإسلامي، وذلك في خضم الجدل الدائر الآن في أوروبا حول حظر ارتداء النقاب.
وقالت صحيفة "ذي تايمز" إن أعداد المهتديات إلى الإسلام في ازدياد، في وقت تقل فيه نسبة الذين يؤدون الصلوات كل أسبوع في كنيسة إنجلترا عن 2% من السكان.
وتشكل النسوة اللاتي يؤدين الصلاة بمسجد لندن المركزي في حي ريجنتس بارك نحو ثلثي المسلمين الجدد تقريبًا ممن نطقوا بالشهادتين، أعمار معظمهن تقل عن ثلاثين عامًا.
وتشير الإحصائيات التي تتناول أعداد من بدَّلوا دينهم، كما ورد في التعداد السكاني لعام 2001 بالمملكة المتحدة، إلى أن ما لا يقل عن ثلاثين ألف بريطاني اعتنقوا الإسلام.
ويرى كفين برايس، من مركز دراسات سياسة الهجرة بجامعة سوانسي، أن هذا العدد ربما يقارب الآن خمسين ألف شخص أغلبهم من النساء.
وتؤكد التحليلات الأساسية لتلك البيانات أن أعداد الفتيات المتعلمات تعليمًا جامعيًا، واللاتي تتراوح أعمارهم بين العشرينات والثلاثينات، هن أكثر اعتناقًا للإسلام.
بريطانية تروي قصة اعتناقها الإسلام:
وروت إحدى المهتديات واسمها جوان بيلي، وهي محامية من برادفورد تبلغ من العمر ثلاثين عامًا، قصة اعتناقها الإسلام للصحيفة قائلةً إنه ما من أحد كان يتوقع لها أن تدخل في الإسلام؛ فقد نشأت وترعرعت في أسرة من الطبقة العاملة ميسورة الحال في منطقة جنوب يوركشاير، حيث بالكاد شاهدت مسلمًا قبل التحاقها بالجامعة.
وكانت أول وظيفة حصلت عليها في مكتب محاماة بمدينة بارنزلي جنوب يوركشاير، وفي ظهيرة أحد الأيام عام 2004 تغَّير كل شيء في حياة جوان، ففي ذلك اليوم بينما كانت تحتسي القهوة برفقة صديق مسلم كان يتجاذب معها أطراف الحديث، لاحظ ذلك الصديق صليبًا ذهبيًا صغيرًا يتدلى من عنقها فسألها "هل تؤمنين بالمسيح إلهًا؟".
ولما كانت ترتدي الصليب -كما تقول- من باب الموضة أكثر منه لأسباب دينية، فقد أجابت عن السؤال بأنها لا تظن أنها تؤمن بذلك، ثم بدأ صديقها يُحدثها عن دينه.
وتضيف قائلةً إنها استخفت في بادئ الأمر بكلام الصديق، لكن كلماته "استقرت في عقلي، وبعد بضعة أيام، وجدت نفسي أطلب على الإنترنت نسخة من المصحف الشريف".
واستطردت جوان: "واستغرق الأمر مني هنيهة كي أستجمع قواي فذهبت إلى إحدى الفعاليات الاجتماعية النسوية التي تنظمها جمعية المسلمين الجدد بمدينة ليدز، وأذكر أنني كنت أحوم حول باب الجمعية وأسأل نفسي: ماذا تفعلين هنا بحق السماء؟".
وتضيف "تخيلت أن النسوة في هذا المكان سيكن مرتديات ملابس تغطي أجسامهن من قمة الرأس إلى أخمص القدمين، وتساءلت: ما هو الشيء المشترك الذي يجمع إنجليزية شقراء في الخامسة والعشرين من عمرها بهؤلاء؟".
وتمضي قائلة "لكن عندما دخلت لم تكن أي من تلك النسوة تشبه تلك الصورة النمطية عن الزوجات المسلمات المقهورات، فجميعهن طبيبات ومدرسات وأخصائيات نفسيات، وذُهلت مما بدا عليهن من سكينة وطمأنينة وراحة بال".
ثم أقرت المهتدية الجديدة بأن لقاءها بأولئك النسوة هو الذي أقنعها بأن تصبح مسلمة أكثر من أي كتاب قرأته.
وواصلت جوان رواية قصتها فقالت "بعد أربع سنوات أي في مارس 2008 نطقت بالشهادتين في منزل أحد الأصدقاء".
وتابعت: "وعكس ما يظن معظم الناس؛ فإن الإسلام لا يضطهدني، بل يسمح لي بأن أكون ذات الشخص الذي كنته، وأنا الآن مطمئنة البال أكثر من أي وقت، وممتنة لما حصلت عليه".