د.الهندي: انتخابات قادمة قد تسبب مزيدا من الانقسام

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د.محمد الهندي أن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس سليمة وفق اتفاق القاهرة 2005 وتأهيلها لتكون مرجعية وطنية فلسطينية للكل الفلسطيني أمر مقدم على إجراء انتخابات قبل إتمام عملية التوافق والمصالحة الفلسطينية.



وعدّ الهندي خلال لقاء جمعه بالصحفيين في غزة مساء الثلاثاء أن الانتخابات الأخيرة لم تكن مدخلاً للوحدة والاتفاق الفلسطيني، وأن أي انتخابات قادمة ستكون سببًا في مزيد من الانقسام إذا لم تجر وفق رؤية فلسطينية وحدوية شاملة.



وقال: إن "بناء المنظمة وتشكيلها لتكون مرجعية وطنية والاتفاق على الحد الأدنى من القواسم المشتركة في المرحلة القادمة له أهمية كبيرة تفوق أهمية إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية"



وشدد القيادي في حركة الجهاد على أن البديل عن عدم وجود اتفاق فلسطيني داخلي لا بد أن يكون مزيدًا من التشاور والحوار، مضيفًا "أي انحراف باتجاه خطوات أحادية الجانب هنا أو هناك ستكون مضرة بالمصلحة الوطنية وتسبب مزيدا من الانقسام".



وتابع "ليس أمامنا إلا المحاولة، وأي حلول أخرى ستعمق الانقسام الفلسطيني".



أجواء غير ناضجة للحوار

وعلى صعيد الحوار الفلسطيني الداخلي، أشار الهندي إلى أن المصريين طرحوا عددا من الحلول البديلة خلال اللقاءات الماراثونية في القاهرة والأراضي الفلسطينية ودمشق، غير أنها لم تحقق أي اختراق كبير.



وأضاف "واضح أن الأجواء غير ناضجة حتى الآن لإنجاح الحوار، وتأجيل جولات الحوار أكثر من مرة وآخرها جولة 25 أغسطس كان دليلاً على وجود تعقيدات كبيرة، أما بخصوص جولة ما بعد العيد، فإنه لم تصل دعوات للفصائل حتى اللحظة، ولم تتم أي ترتيبات حسب علمنا".



وفيما يتعلق بالوثيقة التي قدمها رئيس الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية سلام فياض حول الدولة المفترضة، قال: "هذه ليست دولة هذه كاريكاتير، هذه أحلام، واستبدال مشروع التحرير بمشروع دولة بهذا الشكل هو خداع غير مقبول"، على حد قوله.



وحذر الهندي من خطر الانزلاق إلى مثل هذه الحلول، مطالبًا بعدم الدخول في هذه المتاهات، داعيًا الرئيس محمود عباس إلى عدم إجراء أي لقاءات مع العدو الإسرائيلي طالما بقيت الأجواء السياسية على حالها من الاستيطان والاحتلال والتصعيد والتهويد.



ومضى قائلا: "فلسطين من النهر إلى البحر أرضنا والحديث عن دولة بالمواصفات الاقتصادية والأمنية التي طرحها فياض أوهام لا بد من التصدي لها وليس التعاطي معها".



وفي تعقيب له على تشكيل لجنة من تنفيذية المنظمة للعمل على تطويرها وإعادة بناء مؤسساتها قال: "هذا التفاف على المنظمة، وهو عقدة جديدة أمام محاولات إعادة ترتيب أوضاع المنظمة".



وأكمل "لم نكن جزءا من الاتفاق على هذه اللجنة ولسنا جزءًا من هذا الترتيب ونحن المعنيون به، ولم يستشرنا أحد، فقط سمعنا عن هذه اللجنة في الإعلام، فهذه اللجنة ليس لها من وجهة نظرنا أي قيمة".



وأوضح الهندي أنه تم الحديث مسبقًا خلال حوار القاهرة 2005 عن آلية تفعيل وبناء منظمة التحرير، وقال: "هذا مطلب طبيعي نطالب به لبناء مرجعية فلسطينية نعود إليها عند خلافاتنا،وهذا أمر لا يمكن تركه للمناورات الصغيرة".



وفد مركزية فتح

وزاد "أن تشكيل لجنة من هذا النوع ليس من اختصاص المنظمة ولا الفصائل ولا غيرها، إنما هي من اختصاص الحوار والاتفاق فقط".



ورحب الهندي باعتزام وفد من مركزية فتح القدوم إلى غزة الأسبوع القادم، عادًا أن حركة حماس سلطة موجودة في غزة ومن حقها أن تتخذ الإجراءات والترتيبات الكفيلة بتحقيق الأمن وإنفاذ القانون.



واستدرك: "نحن لا نتدخل في هذا الأمر، غير أن حركة فتح جزء أساسي من الشعب الفلسطيني، ونحن نرحب بقدومهم إلى غزة، وفي حال طلبهم لأي لقاءات معنا فنحن مستعدون، وسنكون جسرا للحوار بين كافة الفصائل الفلسطينية".



ولدى سؤاله عن علاقة حركته بحركة حماس، أشار القيادي في حركة الجهاد إلى أن حركته هي حركة مقاومة تقاتل من أجل تحرير فلسطين والحفاظ على الثوابت، وتقترب من كل من يقترب من المقاومة، وتقف ضد من يقف ضدها.



وأضاف "وكل من يحافظ على الثوابت الفلسطينية نلتقي معه في نفس الخندق، ومن يتنكر للحقوق والثوابت الفلسطينية نقف ضده، ونحن أقرب لمن يحافظ على ثقافة الأمة وعقيدتها".



وعلى مستوى آخر قال: "هناك أمر له علاقة بالممارسات التي تقوم بها أي سلطة موجودة، ونقف ضد أي ممارسات سلبية أينما كانت".



وتابع "نحن كذلك ضد الظلم وضد أي تجاوزات، ونمارس حقنا في توضيح المسائل، ونراجع المعنيين".



ولفت إلى أنه تم سابقا تشكيل لجنة مشتركة بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي على مستوى عال لبحث كافة القضايا، وطالب بتفعيل هذه اللجنة من جديد لتأخذ دورها وسط التعقيدات السياسية القائمة.



ترتيبات داخل الجهاد

وتحدث القيادي الهندي عن ترتيبات أجرتها الحركة على صعيدها السياسي في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن لقاءات عديدة عقدت على هذا الصعيد في الداخل والخارج.



واستدرك "اللقاءات لم تكن لترتيب الأوضاع الداخلية للحركة فقط، بل اشتملت على أكثر من اتجاه، منها تقييم الوضع السياسي الفلسطيني العام، وترتيب الأوضاع الداخلية".



وأشار إلى أن المسائل التي طرحتها حركته ستأخذ حقها من الوقت، "لكن الحركة معنية ببذل جهد أكبر وتمثيل وحضور أكبر في الوضع الداخلي الفلسطيني".



وأكد الهندي أن حركته ستهتم في المرحلة المقبلة بخدمة الناس في غزة، وقال: "الناس تعاني ونحن مع الناس ولن ندافع إلا عن قضايا الناس، وبرنامجنا في المرحلة القادمة ينصب على الوقوف إلى جانب الناس".



وفي موضوع إمكانية خوض حركته للانتخابات القادمة المفترضة، أكد الهندي أن حركته لن تخوض انتخابات فلسطينية إلا بعد أن تحرر فلسطين كلها.



وقال: "حتى الآن الظروف لم تتغير لتتاح لنا الفرصة للمشاركة في انتخابات، ومن وجهة نظرنا التي نعتبرها صوابا فدخول انتخابات تحت حراب الاختلال وتحت سقف أوسلو هو خطأ كبير".



ليست هناك أزمة مالية

ونفى أن تكون حركة الجهاد تمر بأزمة مالية كما أظهر الإعلام في الفترة الأخيرة، عادا أن الأمر مرتبط بالتعقيدات التي يمر بها قطاع غزة من حصار واحتلال وتضييق، وقال: "هذا هو شكل الأزمة القائمة".



ودعا الهندي قيادة حركة فتح الجديدة إلى إبراز دورها في الواقع الفلسطيني، منتقدا تأخرها في التقدم بحلول يمكن أن تساهم في تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام حتى اللحظة.



وقال: "إن قيادة فتح الجديدة أمامها تحديات كبيرة تضعها إسرائيل في وجهها، منها التصعيد والتهويد والاستعمار والاعتداءات المتواصلة والحواجز وغيرها، وعليهم أن يحملوا برنامجا سياسيا يواجه هذه المخططات الإسرائيلية".



وردا على سؤال حول موقف حركته من الأحداث التي جرت في رفح الشهر الماضي، قال: "نؤكد على موقف حركتنا الذي يرفض العنف في حل الإشكالات الداخلية، مهما كانت المبررات، فالعنف لا يوجه إلا ضد الاحتلال".