إتهم حقوقي فلسطيني اسرائيل بارتكاب جرائم متعددة خلال عدوانها على قطاع غزة شتاء العام الماضي، من بينها قتل فلسطينيين بعد اعتقالهم بشكل متعمد، فيما لا يزال آخرون مفقودون دون معرفة مصيرهم بعد.
وقال نشأت الوحيدي الباحث والمنسق العام للحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية بقطاع غزة، "إن إسرائيل نفذت عمليات قتل بحق العديد من الأسرى الذين استشهدوا بعد احتجازهم من قبل جيش الاحتلال".
وأضاف في تقرير أصدره اليوم "أن الإحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب بحق الأسرى والجرحى الفلسطينيين، حيث قام أثناء اجتياحه لحي الزيتون شرق غزة بدفن الجرحى وهم أحياء كما حدث بتاريخ 11 / 5 / 2004 مع الشهداء (إيهاب محمد سعيد عبد الكريم ملكة من حي الزيتون، ووليد خالد عزام من حي الزيتون أيضا، وإيهاب محمد عامر من خان يونس) وتمت هذه العملية بحق الجرحى الأحياء غرب عمارة دولة بمسافة 100 متر".
وبيّن الوحيدي "أن الحرب الاسرائيلية أدت لفقدان الكثير من أبناء قطاع غزة والذين ما زال مصيرهم مجهولا حتى يومنا هذا، مما يستدعي ويستوجب منا فتح ملف المفقودين الفلسطينيين والكشف عن السجون السرية الإسرائيلية وعن مصير المفقودين وملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين".
وتطرق إلى "مجزرة" عائلة السموني في حي الزيتون باعتبارها شاهدا على "جرائم الحرب" الاسرائيلية، مؤكدا أن 27 من بين 90 من افراد العائلة الذين احتجزوا في بيت المواطن وائل فارس حمدي السموني ( 32 عاما) قد سقطوا نتيجة إطلاق الطائرات الحربية الإسرائيلية ثلاثة صواريخ بشكل مباشر على البيت، وأصيب العشرات بجروح خطيرة أدت لاستشهاد الكثير منهم في وقت لاحق.
وأضاف "أن هناك نوعا آخر من جرائم الحرب التي ارتكبها جيش الإحتلال وقادته بحق الفلسطينيين الأبرياء حيث قام بمنع وصول إحدى النساء الحوامل لمستشفى الشفاء وهي زوجة المواطن والمزارع ماجد حمدي محمود السموني وعمره 42 عاما حيث قام المواطن بالإتصال بالمستشفى والذي أعطى المواطن توجيهاته لمساعدة زوجته في عملية الولادة وكانت عائلة المواطن محتجزة وأسيرة بيد جيش الإحتلال الإسرائيلي وقد أنجبت زوجة المواطن ماجد طفلة اسمتها سجود".
وأفاد الوحيدي وعلى لسان أحد شهود العيان بأن جيش الإحتلال وأثناء احتجازه لإحدى الأسر من نفس العائلة قام بقتل المواطن عطية حلمي السموني مباشرة بعد فتحه باب المنزل ردا على نداء وصراخ الجنود الإسرائيليين "ولدى تصفية المواطن البريء صرخ طفله الصغير- أحمد- والذي لم يتجاوز 5 أعوام، لماذا قتلتم أبي؟ فكان رد جيش الإحتلال الإسرائيلي على الطفل برصاصتين غارتا في صدره الصغير وأديتا لاستشهاده على الفور".
وشدد على ضرورة تفاعل المجلس الدولي لحقوق الإنسان مع الملف الفلسطيني بما يضمن ملاحقة ومحاكمة "مجرمي الحرب" الإسرائيليين، وطالب بتشكيل لجنة قانونية وقضائية دولية عادلة للتحرك الفوري من أجل إلزام دولة الإحتلال بالإلتزام بكافة المواثيق والأعراف والإتفاقات والنصوص الدولية والإنسانية بمحاكمة الإحتلال من جهة وإحقاق كافة الحقوق الوطنية المغتصبة والمشروعة للشعب الفلسطيني.
ودعا جامعة الدول العربية للوقوف وقفة جادة ومسؤولة تجاه الحقوق الوطنية الفلسطينية وعدم إفساح المجال لدولة الإحتلال للتهرب من دفع فاتورة الإستحقاقات الملزمة لها خاصة بعد النتائج التي حققها تقرير "غولدستون" الجمعة 16 تشرين الأول- أكتوبر 2009م وأنه يجب استغلال هذا المناخ العالمي من أجل استعادة العزة والكرامة العربية التي كاد الشعب العربي أن يقرأ الفاتحة على روحها.
وطالب الباحث الكل الفلسطيني بتكثيف كل الجهود من أجل إعادة اللحمة للجسد الفلسطيني الواحد الذي هو آخذ في التآكل نتيجة للإنقسام الفلسطيني والذي أثر سلبا على كافة القضايا الوطنية الفلسطينية.